الشحوح كبقية إخوانهم العرب في مختلف أمصارهم وأقطارهم مشهورون بالكرم وحسن الضيافة, هذه السمة المميزة للعرب من بين بقية شعوب الأرض تجدها عند الشحوح سجية ملازمة إياهم تجري في عروقهم منذ ولادتهم.
فكرم الضيافة ومعاملة الغريب بالحسنى, ولقاء المار بأرضهم وتزويده بالمتاع وتقديم وسائل الراحة له وتكريمه بأن يسمح له بالأكل في كل بيت. فلقد جرت العادة أن يقو أبناء (الفريج) أي الحي بالتسابق لتقديم واجب الضيافة لمن يكون في زيارتهم , وهذا إلى جانب (الزبنة) أي إعطاء الحماية لمن يطلب الحماية والجوار لديهم . وبالنسبة إلى تصرف المرأة الشحية بواجب الضيافة وإكرام الضيف فالأمر يختلف بالنسبة لمجتمع الشحوح بين شحوح الجبل أي البدو وبين شحوح الساحل أي الحضر. وذلك في حالة عدم وجد الزوج في البيت وحتى في حالة عدم وجوده في المدينة . فالمرأة الشحية الجبلية تتصرف وكأن الزوج موجود , فتعد للضيف مكانا للاستراحة وتجهز الطعام وتدعو الجيران إلى وليمة التكريم, ثم تعد له مكاناَ لكي ينام فيه ويقضي الليل أو مدة ضيافته وفي صباح اليوم التالي يقدم له الفطور الشحي الشهير من خبز التنور والعسل والجبن والقهوة …الخ . وبكلمة فإن المرأة الشحية الجبلية تتصرف وتقوم مقام الزوج و الرجل وكأنه موجود في البيت .
هذا الأمر يختلف بالنسبة للمرأة الشحية الحضرية , فإذا كان الزوج غير موجود, فتستقبل الضيف في( البرزه) أي صالة إستقبال الضيوف, وتقدم له القهوة والطعام, وتدعو أحد أقاربها أن يلازمه وعلى الضيف أن يبقى في البيت إلى أن يحضر الزوج. فإن لم يحضر الزوج أو كان مسافرا, فعلى الضيف أن يرحل بعد أن يرتاح قليلا ً.
وفي حالة عدم عودة الزوج إذا أظلم الليل و أصبح من المتعذر المسير ليلا ً ، فيمكن للضيف أن ينام في ( البرزه ) التي عادة ما تكون خارج البيت ، ويرتحل صباحا ًُ .