وردفي كتاب فتح رب الأرباب بما أهمل في لب اللباب من واجب الأنساب ، تأليف (عباس بن محمد بن أحمدبن السيد رضوان المدني) في حرف الظاء المعجمة ما نصه:((الظهوري لظهور بلد بالبحرين من أرض مهرة بأقصى اليمن)) .وفي كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي ذكر لهذه البلد إذ يقول:((ظهور بلد بالبحر من أرض مهرة بأقصى اليمن له ذكر في الردة)).ومما ذكر في الردة عن هذا البلد ماورد في تاريخ الرسل و الملوك لابن جرير الطبري في ذكر خبر مهرة بالنجد بعد أن خرج إليهم عكرمة في جنده و قتاله إياهم ما نصه:((وأقام عكرمة حتى جمعهم على الذي يحب وجمع أهل النجد و أهل رياضة الروضة و أهل الساحل وأهل الجزائر و أهل المر واللبان و أهل جيروت وظهور الشحر و الصبرات وينعب وذات الخيم فبايعوا على الإسلام…)). وورد في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لعلي جواد الطاهر مانصه:((ومن مواضع “مهرة” رياض الروضة بأقصى اليمن من مهرة و”جيروت” و”ظهور الشحر” و “الصبرات” و “ينعب” و “ذات الخيم”)) .ويقول البلازي في فتوح البلدان:((وجمع قوم من مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة جمعا فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه و أدوا الصدقة.))وعليه فإن الظهوريين يرجع نسبهم إلى قبيلة قضاعة العربية الأصيلةولقد ذكر ابن خلدون في تاريخه ما نصه:((ثم استقل ببلاد الشحر مهرة بن حيدان بن الحاف بن قضاعة وعرفت به)) .وورد في كتاب معجم ما استعجم لأبي عبيدالبكري الأندلسي:((وإن مهرة أقامت هناك و صارت منازلهم الشحر وإنه مهرة بن حيدان بن عمران بن الحاف…)). وقد ثار خلاف كبير بين النسابين العدنانيين والقحطانيين حول نسب قضاعة منذمطلع العصر الأموي وشارك في هذا النزاع الخلفاء و الولاة و الشعراء و رؤساء القبائل و لعبت التيارات المختلفة دورا بارزا في ذلك و يظهر أن ضخامة قبيلة قضاعة و إتصالها بأحداث العصر الأموي كان محور هذا النزاع و الدافع إليه و كان ضم قضاعة إلى أحد الجانبين المتنازعين يرجح كفة أحدهما سياسيا وقبليا وقد انتهى الخلاف بغلبة الاتجاه اليماني
وفي ذلك يقول الصحابي عمرو بن مرة القضاعي
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر
قضاعة بن مالك بن حمــــــــير
ومنهم ذهبن بن قرضم بن العجيل بن قثاث بن قمومي بن نقلل بن العيدي بن الآمري المهري من مهرة بن حيدان.وفد على النبي-صلى الله عليه و سلم-فكان يكرمه لبعد مسافته لأنه قدم من أرض الشحر فلما أراد الإنصراف حمله وكتب له كتابا فهو عندهم.نقلا عن أسد الغابة لابن الأثير
ولقد ورد ذكر الظهوريين في العصر الحديث والكتابات المعاصرة على أنها قبيلة عريقة قديمة لها سجل حافل و دور بارز في حلقات الصراع و الأحداث في شبه الجزيرة العربية على مر العصور،إذ يقول لوريمر في دليل الخليج ما نصه:((تقطن قبيلة الظهوريين منطقة رؤوس الجبال في سلطنة عمان))ولربط الماضي بالحاضر وللبعد الجغرافي بين أرض مهرة والشحر من ناحية وبين رؤوس الجبال في عمان من ناحية أخرى ورد في موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب :((الظهوري:من ظهر وزن الفعولي نسبة إلى الظهور :وهو وضوح الشيء وبروزه بعد الخفاء،والارتقاء و العلو، والظهور على الأمر: الإطلاع عليه ،والظهور على العدو وبه الظفر، وفي القرآن الكريم :”إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم”،والظهور بالحاجة: الاستخفاف بها وعدم الخفة لها وظهور الطير من بلد كذا :انحداره منه إليه ، والظهور بالشيء : الفخر، وظهور:بلد باليمن.ومن صور النطق المحلي:الظهوري،ومن صور استخدامه اسما أخيرا أنه اسم عائلي في اليمن وعمان)).وقد ذكرهم د.محمد مرسي في كتابه دولة الإمارات العربية المتحدة و جيرانها إذ يقول :((أما الجزء الشمالي من رؤوس الجبال الواقع في رأس مسندم في أقصى الشمال فتسكنه قبيلة الظهوريين ،ورأس مسندم عبارة عن شبه جزيرة كثيرة الخلجان والفيوردات ومياه البحر هنا عميقة ويعيش الظهوريون في قرى حبلين و فلم و مقاقةومع أن قبيلة الشحوح تحيط بهم إلا أن الظهوريين حنابلة سلفية و غافرية الميل السياسي، وهذا أثر من سيادة القواسم في الماضي غلى كل منطقة رؤوس الجبال أوائل القرن التاسع عشر و في الربيع يهاجر الظهوريون في جماعات إلى الخور ودبا للعمل في أحراش النخيل،وهذه علاقة اقتصادية ربطت بينهم وبين القواسم في الماضي..)).وقد ذكرهم الأستاذ عبدالله الطابور في كتابه القيم جلفار عبر التاريخ و عدهم من قبائل جلفار القديمة إذ يقول:((ينتمي الظهوريون إلى الحزب الغافري و من القدم عرفوا بولائهم للقواسم)).ثم عدد مناطقهم وأفخاذهم وبعض ميزاتهم إلى أن خلص إلى :((ولدى الظهوريين الكثير من المبايعات و الوثائق المكتوبة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثمائة سنة تقريبا، وهي مكتوبةفي مجلس القواسم في بخا. إضافة إلى أن مقابر الظهوريين و أملا كهم في وادي شعم دليل على تواجدهم التاريخي في هذه المنطقة،
ونخلص من ذلك إلى أن الظهوريين قبيلة مستقلة لها تاريخ طويل في سلسلة الجبال ولهم نظام حياتي يميزهم عن بقية القبائل بالمنطقة)) . وقد ورد ذكر الظهوريين أيضا في التحفة الذهبية في أنساب الجزيرة العربية لإبراهيم الشريفي إذ يقول :((الظهوريين:قبيلة في سلطنة عمان ،وهم يعيشون على رؤوس الجبال وكانوا يتنقلون في أيام الربيع إلى خورفكان ودبي..)).وذكر لوريمر في دليل الخليج مانصه:((كما يقطن في جزيرة لارك حوالي 200 نسمة من الظهوريين)).وعلاقة الظهوريين بالبحر وجزره قديمة جدا .إذ ورد في النشرة التي تم توزيعها في جامعة الإمارات خلال ندوة الجزر المحتلة عام 2001 مانصه:((ينتمي جميع سكان جزيرة طنب إلى الأصول العربية وقد نزحوا من سواحل الإمارات فقط ،قبل مئات السنين واستقروا فيها وهم ينتمون إلى قبائل آل بوفلاسة و بني تميم و الظهوريين و الشوامس ،وكانوا على صلة دائمة مع أقاربهم في سواحل ومدن الإمارات..)).هذه العلاقة البحرية أتاحت لهم الاتصال بسلاطين هرمز والذي يرجح بأن الظهوريين من نسلهم وأهل الحل والعقد فيهم وخاصتهم وفقا للأحداث والروايات المروية.إذ ورد في سلطنة هرمز العربية المجلد الثاني للأستاذإبراهيم خوري و الدكتور أحمد جلال التدمري مانصه:((ويقول فرانسوا غسيار داكروز في مختصر الحولية المحلية التي ألفها توران شاه الأول إن سلاطين هرمز يفخرون جدا بانتسابهم إلى عرق قديم قدم عرق سلاطين عمان ويقولون إنهم ينتسبون إلى سيد عاش في جزيرة العرب يسمى قحطان،ويعبر لقب ارفخشد شاه الغريب الذي اختاره السلطان شهاب الدين عن تمسك سلا طين هرمز بأصلهم العربي الجنوبي،فأرفخشد جد قحطان الأسطوري وجد النبي هود الذي ينتسب إليه السلطان عزالدين كردان شاه معيد السلالة إلى الحكم في مطلع القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي ويسمي نمديهي السلطان سلغرشاه الأول سليل هود أعظم و أمجد أجداد بني قحطان..)).ويقول ب.ج.سلوت في كتابه عرب الخليج:((ويدل وجود قبيلة الشحوح في جزيرة لارك-وهذا خطأ كبير وفقا لما ورد لدى لوريمر حيث يسكن لارك الظهوريين- على روابطها مع دولة هرمز القديمة..)) وللحديث في هذا المجال و لعلاقة الظهوريين بسلاطين هرمز تركنا لهذا بابا خاصا
كما تحدث عن هذه القبيلة العريقة كتاب فصول من تاريخ دبا وتراثها إذورد ما نصه:((كما توجد كذلك في دبا الحصن قبيلة كبيرة هي قبيلة الظهوريين،وأحدهم يسمى ظهوري وهي قبيلة كبيرة العدد موطنها الأصلي رؤوس الجبال)).ومن ثم توسع بعض الشيء في الحديث عن مناطقها وبعض خصائصها و ميزاتها وإن لم يكن جل الكتاب يتكلم عن الظهوريين فإن ثلاثة أرباعه يتحدث عنهم
ومجملا لما سبق الحديث عنه نخلص إلى أن الظهوريين ينتسبون إلى بلد ظهور بالبحر من أرض مهرة بأقصى اليمن وهو ظهور الشحر من مواضع أرض مهرة ويرجع نسبهم إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أي أنهم ينتسبون إلى قضاعة العربية الأصيلة.وقيل إنهم من ولد معد بن عدنان.وتبعا لهذه الرواية يكون الظهوريين تسموا بهذا الاسم منذ زمن موغل في القدم قدم قدوم مهرة بن حيدان إلى أرض الشحر
والرواية الأخرى التي قد تشير إلى نسب الظهوريين هي ما ورد في كتاب معجم قبائل العرب القديمة و الحديثة لعمر رضا كحالة حيث يقول:((زويهد: من عشائر العمارة بالعراق .وكان موطنها أبو جهرة)). وأبو جهرة هي منطقة مسندم ، حيث يذكر المسعودي في مروج الذهب وصف المسالك البحرية فيقول:((ثم الدردور المعروف بدردور مسندم،ويكنيه البحريون بأبي جهرة)). والزواهدة وتنطق “الزويهده” من أكبر الأفخاذ الظهورية في منطقة مسندم ورؤوس الجبال.وبالبحث عن تاريخ آل عمارة بالمنطقة وجدت عدة كتب تتحدث عنهم وتمجد ذكرهم منها على سبيل المثال ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان حول قلعة الديكدان إذ يقول:((الديكدان:قلعة عظيمة على سيف البحر قريبة من جزيرة هرمز المقابلة قيس بني عميرة،تعرف بقلعة بني عمارة وتنسب إلى الجلندي ولا يقدر أحد أن يرتقي إليها بنفسه إلا أن يرتقي في شيء من المحامل ولم تفتح قط عنوة وهي مرصد لآل عمارة في البحر يعشرون فيها المراكب .قال الاصطخري وذكر بيوتات فارس فقال منهم آل عمارة يعرفون بآل الجلندي ولهم مملكة عريضة وضياع كثيرة على سيف البحر بفارس متاخمة لحد كرمان ويزعمون أن ملكهم هناك قبل موسى بن عمران-عليه السلام-.وأن الذي قال الله -تبارك وتعالى-:”وكان وراءهم ملك يأأخذ كل سفينة غصبا”سورة الكهف.هو الجلندي وهم قوم من أزد اليمن ولهم إلى يومنا هذا منعة وحد وبأس و عدد لا يستطيع السلطان قهرهم،وإليهم أرصاد البحر وعشور السفن وقد كان عمرو بن الليث ناصب حمدان بن عبد الله بن الحارث الحرب نحو سنتين فما قدر عليه حتى استعان عليه بابن عمه العباس بن أحمد بن الحسن الذي نسب إليه رم الكاريان وهو من آل الجلندي وفيهم منعة إلى يومنا هذا….))انتهى كلام ياقوت
ولذلك فإن التحاق عشيرة زويهد بعشائر العمارة بالعراق منذ زمن قديم لهو أمر غريب و يدعو للتساؤل حول هذه القرابة بينهم و إذا ما صدقت دلائل الرواية حول أن الظهوريين هم من آل عمارة المعروفين بآل الجلندي، فإنها تصدقهم في أنهم كانوا في رؤوس الجبال منذ زمن سحيق قبل سيدنا موسى بن عمران عليه السلام
ولقد اختلفت الروايات وتعددت في شأن النسب الظهوري ،فيقال الظهوري من أظهر الزكاة والشحي من شح بالزكاة زمن الردة . حيث يذكر هذه التفرقة الأستاذ عبد الله الطابور حيث يقول:((إن كلمة ظهوري من ظهر لأنهم أظهروا الزكاة فأطلق عليهم الظهوريين،أما من شح بالزكاة سموا بالشحوح
وحيث أن قبائل الأزد قد عمت كل أرجاء عمان ،وإذا ما صدقت هذه الرواية فإن الظهوريين يرجعون إلى القائد العربي مالك بن فهم الأزدي
ولقد عد بعض المؤرخين خلطا أو غلطا الظهوريين ضمن قبائل الشحوح وهذا غير صحيح على الإطلاق وعلى الرغم من التشابه في العادات و التقاليد ولهجة التخاطب (لهجة رؤوس الجبال) فالظهوري لا يرضى أن يقال عنه شحي كما أن الشحي لا يرضى العكس وهذه ميزة قديمة جدا ،وعليه نقول بأن الظهوريين قبيلة مستقلة بذاتها ،وأعترف لها كثير من المؤرخين بذلك والأدلة على هذا كثير
أولا:عادة الندبة القديمة قدم هذه القبائل حددت هذا الفصل بين القبيلتين وفقا لأعراف ومعايير لا يستطيع أحد نكرانها ويلتزم بها كل ظهوري وشحي وإذا ما أخل أحد بذلك ثارت المشاكل والمشاجرات
ثانيا:النطاق الجغرافي القديم للظهوريين و الشحوح،فالظهوريين يقطنون الجزء الشمالي من رؤوس الجبال حتى المضيق والشحوح يقطنون الجزء الجنوبي
ثالثا:الإختلاف اللغوي بين كلمتي الظهور و الشح ولك في هذا أن تطالع المعاجم والقواميس الكثيرة
رابعا: قسم بعض المؤرخين الشحوح إلى بني هدية/بني شتير/الظهوريين/الكمازرة
وهذا تقسيم غريب وخاطىء وذلك أن تقسيم بني هدية وبني شتير لم يظهر إلا حديثا و ذلك تكريسا لسياسة فرق تسد ،التي اتبعها المستعمر البريطاني كما يقول الأستاذ عبدالله الطابور،ورأينا أيضا من الناحية الواقعية التي نعيشها،فإنه كما ينقسم الشحوح إلى ذلك فإن الظهوريين ينقسمون أيضا إلى بني هدية وبني شتير